الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث هذه قصة انتحار سارة وهيثم وحفل الهالوين وعبدة الشيطان

نشر في  16 نوفمبر 2016  (11:02)

استفاقت منطقة المروج الاسبوع الفارط على فاجعتين متتاليتين، أولاهما اقدام سارة ابنة الـ14 ربيعا على الانتحار شنقا بمنزل والديها، وما هي الا ايام حتى يلتحق بها هيثم ابن الـ20 سنة شنقا بشرفة منزله، حادثتان منفصلتان، لكنهما خلفتا حزنا كبيرا لدى العائلات والاهالي، حادثتان لم تتوقفا عند حدّ الانتحار بل تداولت اخبار مفادها ارتباطهما في جهة المروج بوجود مجموعة من عبدة الشياطين، وان عمليات الانتحار وخاصة المتعقة بالطفلة سارة بعدما أشار البعض إلى أنّ سارة ذهبت ضحية قرعة ضمت 7 اسماء «رشحوا» للانتحار، هذا ما تم تداوله وتناقله سواء عبر صفحات التواصل الاجتماعي او بالمحيط المدرسي لمعهد المروج 1 ..
اخبار الجمهورية انتقلت على عين المكان، وتحولت الى المعهد الثانوي والى منزل الفقيدين هيثم وسارة، كما التقينا بالاطار التربوي وبزملائهما وحاولنا الاستماع الى كل الروايات ونقلناها كما وردت على مسامعنا ..

استقرار عائلي ومادي، فما الذي دفع هيثم الى الانتحار؟

في بداية جولتنا، تحولنا الى منزل عائلة هيثم بجهة المروج 4، وحسب ما استطعنا استقاءه من بعض الاقارب والجيران، فان هذه العائلة ميسورة الحال، ومستقرة، كما ان الأب انسان محترم جدا بين أهالي المنطقة، ولا توجد اي مشاكل عائلية قد تدفع هذا الشاب الى الانتحار، وهنا نشير الى ان هيثم هو من مواليد 1996، انقطع منذ عامين عن الدراسة، واشتغل بشركة اتصالات، حياته مستقرة جدا من الناحية الاجتماعية، حيث يسعى الاب الى توفير كل حاجياته ومساعدته ماديا، ونظرا لكون وصولنا الى منزل الهالك تزامن مع لحظة اخراج جثمانه، فقد تعذر علينا الحديث مع والديه، اللذين كانا في حالة نفسية سيئة للغاية، ورغم ذلك تمكنا من معرفة ان هيثم عمد ليلة انتحاره، أي مساء الأحد 13 نوفمبر وتحديدا على الساعة التاسعة ليلا، الى بعث رسالتين الى صديقين له تضمنتا صورة لحبل مشنقة وعبارة «سأضع حدا لحياتي»، وذلك حسب ما اعترف به الشابان  لدى استنطاقهما من قبل السلطات الامنية بالمكان، واكدا انهما اعتقدا ان الامر لا يعدو  أن يكون سوى مجرد مزحة لا غير، لكن هيثم انتحر فعلا مخلفا نقاط استفهام عديدة، وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فان والد الضحية عاد مساء الاحد الى منزله، حيث قضى يوم راحته في الصيد، وبدخوله فوجئ بصياح زوجته، التي عثرت على ابنها معلقا في حبل بشرفة المنزل ورغم محاولة انقاذه فان هيثم لفظ انفاسه الاخيرة، قبل وصوله الى المستشفى.
من جهة اخرى نشير الى ان عددا كبيرا من التلاميذ تحولوا يوم الجنازة الى منزل هيثم، وحسب حديث خاطف جمعنا ببعضهم اكدوا ان هيثم حافظ على صداقته مع زملائه رغم انقطاعه عن الدراسة، وفي حديث جمعنا مع احد اصدقائه، اكد ان علاقة هيثم كانت جيدة جدا مع كل ابناء حيّه، وانه لم يلاحظ اي تغيّر في تصرفاته، مضيفا ان مشاكله عادية، وهي ذاتها التي يعيشها كل شباب جيله، وبسؤالنا اياه حول ما يروج حول وجود مجموعة من عبدة الشياطين بالمنطقة وهي التي تقف وراء عمليات الانتحار افادنا ان الموضوع مجرد اشاعة لا اساس لها من الصحة، مضيفا ان استماع الشباب الى موسيقى «الميتال» لا يعني انهم من عبدة الشيطان، ولئن لم ينكر محدثنا انهم بالفعل يستمعون الى هذا النوع من موسيقى الروك، فانه اكد الا علاقة تربطهم بعبدة الشياطين ..

ماهي موسيقى الميتال؟

ولأن جل من التقينا بهم من التلاميذ اكدوا لنا انهم يستمعون فعلا الى موسيقى الميتال، نافين ان يكونوا من عبدة الشياطين، وان هذه الموسيقى هي نوع من الترويح عن النفس فقط، نشير الى ان موسيقى الميتال لكل من يجهلها هي لون من ألوان موسيقى الروك تطورت في سبعينات القرن العشرين مع البلوز والهارد الروك. وتمتاز الميتال بقوة الموسيقى وحريتها من القيود ويطغى عليها أيضا صوت الغيتار القوي مع استعمال الدرامز والباس غيتار.
    وتختلف كلمات الأغاني من نوع إلى آخر وتتحدث في المجمل عن الموت وقصص الفنتازيا والميثولوجيا والحروب والحزن وخصوصا المشاكل الاجتماعية والسياسية وغيرها
 واجه الميتال رفضا كبيرا ولا زال يواجهه من جميع فئات المجتمع لزعمهم بأنه موسيقى الشيطان وان الاستماع لهذا النوع من الموسيقى يصنّف آليا عبادة للشيطان .

والد سارة

هذا ما اعترفت به سارة لزميل لها قبل انتحارها وقصة حفل «الهالوين..

تركنا منزل هيثم، وعديد الأسئلة ببالنا، حول سرّ اقدام شباب في ريعان العمر على الانتحار، وهل نحن على ابواب الحديث عن ظاهرة خاصة مع وجود محاولات اخرى للانتحار باءت بالفشل، ام انها مجرد حالات معزولة لا ترتقي الى مستوى الظاهرة الاجتماعية؟
انتقلنا الى المعهد الثانوي بالمروج 1، وهناك التقينا بفراس شاب يدرس بالسنة رابعة تقنية، في البداية اكد فراس، انه تم حجزه صباح الاثنين صحبة زميل له بمركز ايقاف بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، مشيرا الى انهما تعرضا الى سوء معاملة، كما تم حجزهما قرابة 6 ساعات مع مساجين حق عام، قبل ان يتم اخلاء سبيلهما، بعد ان استمع اليهما نائب وكيل الجمهورية، مضيفا انه تم ايقاف عدد اخر من التلاميذ وتم اطلاق سراحهم جميعا .  
واشار فراس الى ان سارة ومجموعة من اصدقائها قرروا القيام بحفل «هيلوين» بقاعة افراح «الورد» بالمروج 1، حيث عمدوا الى تسوغ المكان بمبلغ قدره 600 دينار، وباعوا تذاكر تراوحت اسعارها بين 10 و15 دينارا، مضيفا انه تم الاعتماد عليه لحراسة الحفل بحكم لياقته البدنية، وافادنا فراس، انه تحول يوم الحفل الى قاعة الافراح، وانه لاحظ ان المدعوين كانوا يرتدون جميعهم ملابس سوداء اضافة الى ارتدائهم لاقنعة مخيفة وتحمل علامات لها دلالات الشيطان كالجماجم وغيرها، مؤكدا انهم وضعوا جميعهم اناثا وذكورا مواد تجميل سوداء خاصة على مستوى العين كما خير بعضهم وضع انياب اصطناعية، وذكر فراس، ان الشباب بالحفل كانوا يدخنون  وهو ما افاد به اعوان الامن لدى استنطاقه، وافادنا محدثنا ان الحفل لم يدم اكثر من ربع ساعة حيث اقتحم المكان شباب من جهة مجاورة وجدّت مناوشات اجبرتهم على الغاء الحفل .
وفي مجرى حديثه ذكر فراس ان هذه المجموعة تعقد لقاءاتها بمقهى معروف بالعاصمة، مؤكدا ان عدد التلاميذ من عبدة الشياطين لا يتجاوز عددهم 15 تلميذا من المعهد الثانوي المروج 1، مشيرا الى وجود 7 تلاميذ وضعت اسماؤهم على قائمة الانتحار .
وختم فراس حديثه معه بتأكيده ان هؤلاء التلاميذ تصرفاتهم عادية جدا داخل المعهد بحكم خوفهم من الاطار التربوي لكن وبمجرد مغادرتهم اسوار المعهد تتغير تصرفاتهم، مؤكدا انهم عادة ما يحملون ملابس وادوات زينة غريبة بحقائبهم.

مديرة المعهد توضّح

وفي لقاء جمعنا بمديرة المعهد الثانوي بالمروج 1 السيدة منجية عيادي مقري، نفت في البداية ما يروجه البعض من كون التلميذة سارة اقدمت على الانتحار بالمعهد، مؤكدة ان سارة اقدمت على ذلك بمنزلها صباح الجمعة 11 نوفمبر، حيث عثر شقيقها على جثتها بغرفتها على الساعة الثامنة و45 دقيقة صباحا، وان ادارة المعهد بلغها خبر انتحار سارة، فما كان من الاطار التربوي سوى التحول على عين المكان وتقديم واجب التعزية، ومحاولة معرفة اسباب الانتحار، وذكرت السيدة منجية، ان والدة سارة اكدت لهم ان ابنتها مرت في الفترة الاخيرة بمشاكل نفسية، مشيرة الى ان سارة تغيبت عن المعهد في الآونة الاخيرة لبعض الفترات المتقطعة، وان والدتها دأبت على اصطحابها في كل مناسبة تتغيب فيها.
وذكرت المديرة ان الاطار التربوي لا يعرف سارة جيدا بحكم انها التحقت مؤخرا بالمعهد، حيث انها كانت من ضمن التلاميذ المتمعين بالنقلة من معاهد آخر، مشيرة الى ان هؤلاء لا يتم الحاقهم في نفس تاريخ عودة بقية التلاميذ، اضافة الى كون سارة كثيرة التغيّب، وهو ما جعل التعامل معها صعبا .
واشارت محدثتنا إلى انه من المستحيل كل ما يروج عن وجود عبدة الشياطين بالمعهد فهو افتراء ولا اساس له من الصحة، مؤكدة انها تتابع شخصيا كل التلاميذ وتراقبهم ومن المستحيل ان تكون لاحظت اي تصرفات غريبة صادرة عن التلاميذ والا لكانت اتخذت الاجراءات اللازمة صحبة كل الاطار التربوي، مضيفة انها تشرف على قرابة 1200 تلميذ وان واجبها يقف عند حدود اسوار المعهد ولا يمكن ان تراقبهم او تراقب تصرفاتهم خارجها، مشيرة الى ان المعهد يفرض على كل التلاميذ ارتداء ملابس محترمة، مؤكدة ان لون هذه الملابس امر لا يعنيهم، في اشارة منها الى ما يروج حول ارتداء بعض التلاميذ للون الاسود.
وحول ايقاف عدد من التلاميذ اكدت انه تم ايقافهم خارج اسوار المعهد، مضيفة ان المعهد من المستحيل ان يقوم بتسليم التلاميذ الى الامن ولو بتدخل شخصي من وزير الداخلية شخصيا.  
من جهة اخرى ذكرت السيدة منجية انها بعثت مؤخرا صحبة مجموعة من الاساتذة مشروعا يهتم بتلاميذ السنة الأولى ثانوي، حيث يقوم المشروع على استغلال ساعات الراحة بالنسبة للتلاميذ في المسرح والتنشيط والرقص وذلك تجنبا لمغادرة التلاميذ المعهد خلال ساعات الراحة .

 روّج انها اختفت: غفران توضح للجمهورية

وبمنزل سارة التقينا بالطفلة غفران، التي حدثتنا عن اشاعة اختفائها، مؤكدة ان الاعلامي زياد الهاني واحدى الاذاعات الخاصة روّجا لخبر اختفائها وهو خبر عار من الصحة على حد تعبيرها، مؤكدة انها لم تغادر منزل والديها، ولا تجمعها اي علاقة مع عبدة الشياطين كما يتم الترويج اليه.
وبكلمات تحمل في طياتها الكثير من البراءة، قالت غفران: اؤكد لكم ان سارة مسلمة، وتحب الاسلام، وانتحارها كان مجرد غلطة ارتكبتها دون وعي.. وانا سأسعى للاتصال بكل وسائل الاعلام حتى اثبت ان سارة مسلمة».
وذكرت غفران ان استماعهم لموسيقى الميتال ليس دليلا على كونهم من عبدة الشياطين، وان الحفل الاخير الذي شاركوا فيه كان حفلا تنكريا وحتى الموسيقى كانت عادية جدا، واكدت غفران انها تتعرض صحبة زملائها الى الكثير من المضايقات والتهديدات والاتهامات الباطلة، وان الامر بات لا يطاق، مؤكدة ان عبارة « انت من عبدة الشيطان» باتت تضايقها كثيرا .
وفي لقاء جمعنا بالتلميذ عمر الذي نظّم حفل الهالوين مع سارة، ذكر ان كل ما في الامر انهم رغبوا في اقامة حفل تنكري لكن البعض هوّل الموضوع واتهمهم بعبادة الشياطين، وذكر عمر انه تم ايقافه يوم الاحد من الساعة الثالثة بعد الظهر الى غاية الثامنة مساء، كما تم ايقافه يوم الاثنين كذلك ثم اطلق سراحه بعد ان تم الاستماع الى اقواله، مؤكدا انه لم يتعرض الى مضايقات اثناء فترة الايقاف .
وفي سياق آخر عبر جل زملاء سارة عن غضبهم من كل الشائعات التي لاحقت صديقتهم، وخاصة من سخرية البعض منها على صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين ان الامر آلمهم كثيرا، خاصة وان زميلتهم باتت الأن في ذمّة الله.
ختاما نشير الى ان وزير التربية ناجي جلول نفى في تصريح خصّ به أخبار الجمهورية كل ما يتم ترويجه عن وجود «عبدة الشيطان» في معهد المروج بولاية بن عروس، مشدّدا على انّ أسباب انتحار الفتاة سارة تعود إلى مسائل عائلية وشخصية...
في المقابل وحول رواج معطيات تفيد انتماء عدد من التلاميذ التابعين لذات المعهد الى ما يعرف بـ«عبدة الشياطين»، أكّد ناجي جلول أنّ وزارة التربية أذنت بفتح تحقيق إداري وتوفير العناية النفسية لهؤلاء التلاميذ بسبب صدمة الاتهامات وقد تبين انه لا علاقة لهم بهذه المجموعات وانهم من بين التلاميذ الموهوبين والمتفوّقين في دراستهم وينشطون ضمن عدد من الأندية الثقافية.
وأضاف وزير التربية أنّ كل ما في الامر هو تنظيم هؤلاء التلاميذ حفلة احتفاء بالـ«هالوين» او ما يعرف بعيد القديسين لا غير، مشيرا الى انّهم مازالوا تحت تأثير الصدمة بعد الاتهامات الخطيرة التي وجّهت اليهم، مجدّدا القول انهم من نخبة المعهد وانجب تلاميذه وكل ما تم ترويجه هو مجرد اشاعات هدفها التشويش على المؤسسة التربوية.

والد الفتاة سارة يروي قصة ابنته وانتحارها

تركنا المعهد وتوجهنا الى منزل التلميذة المنتحرة سارة، حيث التقينا بعدد من زملائها في الدراسة، وبوالدها الذي اكد ان ابنته تحب الرياضة كثيرا وخاصة السباحة، وانها محبة للحياة، وبشوشة للغاية، مشيرا الى ان غيابها عن الدراسة هو امر عادي وانه على علم بالموضوع، حيث عادة ما تخيّر ابنته البقاء في المنزل على الذهاب الى معهدها .
وبخصوص عملية انتحارها، اكد انه على يقين بان ابنته كانت ترغب في جلب الانتباه اليها لا غير وانها كانت تعتقد انها ستفقد الوعي لا غير اي لم يكن في نيتها الانتحار على حد تعبيره، مضيفا انه لا توجد اسباب منطقية قد تدفع ابنته الى الانتحار، نافيا ان تكون سارة على علاقة بعبدة الشياطين، او ان تكون مقتولة كما تم ترويجه. من جهة اخرى لم ينف الاب مرور العائلة بازمة مالية قاسية لكنه اكد في المقابل انه لم يحرم ابنته من شيء شأنها شأن اخوتها الثلاثة.
وذكر والد سارة ان ابنته كانت قريبة جدا من امها، مقارنة به، مؤكدا أنّه صدم بعد وفاتها بصديق لها يخبره انها كانت تحبّه كثيرا، مؤكدا ان هذه الجملة اثرت فيه كثيرا.
من جهة اخرى اكد محدثنا ان سارة هي من اشرفت على حفل الهيلوين، وانه هو من دعمها ماليا، مضيفا ان ابنته اخبرته عن الحفل ولم يمانع من اقامته، لأنه كان يعلم انها حفلة تنكرية، الهدف منها الترويح عن النفس لا غير، مشيرا الى ان ابنته ذكية جدا ولم تكن لتسمح لمثل هذه المجموعات ان تؤثر على معتقداتها .

المندوب الجهوي للتربية ببن عروس ينفي وجود ما يسمى بعبدة الشيطان ويوضح..

من جهته نفى المندوب الجهوي للتربية ببن عروس السيد مقداد الدريدي في تصريح لاخبار الجمهورية وجود ما يسمى بعبدة الشياطين داخل المؤسسات التربوية، مؤكدا ان انتحار الطفلة سارة يعود الى مرورها بمشاكل عائلية قاسية اثرت على وضعها النفسي، اضافة الى انها انتقلت في فترة معينة للعيش صحبة جدتها، وعوامل أخرى دفعتها الى اتخاذ قرار الانتحار في لحظة ضعف، كما افادنا ان الوضع المادي لعائلة سارة كان جيدا جدا لكنه انهار في الفترة الاخيرة ولعل تدهور الوضع الاجتماعي للعائلة من الاسباب الاخرى التي دفعتها للانتحار حسب ما اكده محدثنا.
وافادنا محدثنا انهم تمكنوا من احباط قرابة 4 محاولات انتحار منذ بداية السنة الدراسية، مضيفا انه لا يمكن ارجاع كل هذه الحوادث الى ظاهرة عبادة الشيطان، مؤكدا ان ما روّج حول هذه المسألة هو ما دفعه الى الحديث عن الوضع العائلي لسارة وذلك تفنيدا لكل الشائعات .
وفي سياق آخر اكد المندوب الجهوي للتربية ببن عروس ان هذه الشائعات من شأنها ان تؤثر على السلامة الجسدية للتلاميذ، وافادنا ان مجموعة من المتشددين اعترضوا سبيل بعض التلاميذ واجبروهم على اداء الشهادة علنا، للتأكد من كونهم ليسوا من عبدة الشيطان، كما عمدوا الى افتكاك الهاتف الجوال لاحدهم واتهامه بعبادة الشيطان قبل ان يطالبوه باداء الشهادة، وهو ما اثر في الحالة النفسية للتلميذ مؤكدا ان هذا الاخير يخضع حاليا لعلاج نفسي .
وأكّدت المكلفة بمهمة في ديوان وزارة التربية إلهام بربورة انّ عملية انتحار الفتاة تعود لأسباب نفسية وعائلية، خاصة وانه تبيّن انها كانت تكاد لا تحضر حصصها الدراسية إلا نادرا ولا يقع قبولها إلا بحضور والدتها، مشيرة الى ان وزارة التربية امرت باتخاذ الاجراءات اللازمة للتعهد النفسي بكل تلاميذ المعهد الذي سيتواصل على امتداد الأسبوع نظرا لحالة الصدمة التي طالت كل التلاميذ خاصة المتهمين منهم بالانتماء الى التنظيم المزعوم «عبدة الشياطين».

تحقيق: سناء الماجري